15-12-07, 02:49 PM | #1 |
مراقب منتديات في آي بي العامة
|
عَطنْ -------------------------------------------------------------------------------- .. عَطن -قصة- ___________ . كانَ صباح مفطُوم الدّفء ذلكَ الذي استَيقظتُ فِيهِ لأجدَ فَمِي مَأكُولاً كنَميمةٍ تَراكمَت عَليها الأرضَة فصَارتْ مِثل منسأةٍ حلّ عليهَا غضبُ الفُضولْ . عَادةً لا أتداوى عِندما أصابُ بهَذا النّوع مِنَ الأمْراض , زَوجَتي هَجرَتني فَزعاً قبلَ عَاميْن حينَ دخلَت عليّ مرّة و أنا أصفّفُ لحُومَ نفرٍ مِن ضَحايا الخريف , كانَ آخرَ خريفٍ انتظرهُ عِند دوّار العطَنْ, و مُذ رحِلَت زوجَتي جفّت بـِرْكة القئ التي كانَت تجري في حديقتنا العاريَة , أقولُ هذا صَادقاً : كُنتُ أقدّر ذلكَ الرّيّ النّجِس الذي وحدهُ كان يَسقِي أرضَ الحديقة .. يكفي أن صَبْرهُ كانَ أقوى مِن صبرِ الماءِ النّظيف , تَعرفونَ أنّ الأشياء الشّفافَة تتّسِخُ بسًرعَة , بينما الأشيَاءَ المًتسِخة مِن نفسها سَتفِيدني و زًمَلائي خرّيجي مَدرسَة كاليغولا , لن أشرحَ لأحَد مَن يَكُونُ أستاذيَ العظيم كاليغولا ,ابحثوا عن سيرتهِ لوحدِكُم شرطَ أن تُحبُوه !, يا قوم أفسِحُوا طريقاً لبَطشِ الحياة في عُقولكمُ الغرّة , كُفوا عن تطعِيم رُؤوسِكم بأحلام اليُوتوبيا.. أنتُم تؤمنُونَ بالمَوت , لكنّكُم تصرّونَ على أنّ أفلاطونَ ما زالَ حيّاً يطلبُ وفاءكُم لرسَالتهِ المَاجِدَة , كُونوا مثلي و زوجتي .. مثلاً : تصرُّ زوجَتِي أن تسمّي حديقتي مُسْتنقعاً , لكنّها كَعادتها الفيزيائيّة ..تتناولُ الظاهر و أحياناً - المُتظاهرِ- أمَامها و تقلّبهُ بحثاً عن علامة تعمّقُ آرائها.. سَريعةُ الإخصاب هِي ظنونَها التي تلقيها في وَجْهي على هيئةِ آراء , سَريعاً تتحَوّلُ إلَى قناعَات , أسخرُ منها حينَ أقولُ لها : - ليتَ رأسكِ يحلّ مكانَ رحِمك ! . ولا تبالي رغم أنها في الحَقيقة ترًدّ بنبرةٍ جديّة : - معكَ حق , لكنتُ حرّضتً مثانتي و تبوّلتُ على أرضِ مُستنقعاتكَ أفكاراً خصبة لأحوّلها إلى حَدائقَ فعلية ! . تنتَهي حِوارتنا دَوماً بإطلاقِ حُكمٍ سَريع تَرفَعُ الجَلسَة بعدهُ دُونَ أيّ مَسافةٍ حتى لزجّ حَوقلةٍ بَريئة ! , لنْ أخفي أنّ حَجمَ المفاجأة كانَ قوياً عليّ يومَ شاهدَتني أشذّبُ لحومَ الأضاحي لسَيّدي المُدير كما أشذّبُ حَشائشي المُخدّرة في الحقلِ الخرِبْ , لكنّ ضحكةً قوية انطلقَت بها حُنجرَتي في الوقتِ عينه و لمْ تصل إلى حُدودِ شفتيّ أبداً , منظر زوجتي و هيَ مذهُولة مثيرٌ لشهوة التشفّي المستعرة في قلبي مُذ أنجَبتني أمّي الحقُود ! , مرةً سألتني زوجتي في بدَاية زواجنا : - أنا وُلدتُ فِي الأمس و لَمْ أذكّرْكَ لأنّني لمْ أحفظ مزاجكَ بعد , أنتَ متى وُلدْت ؟ - يومَ تزَوجْتكِ حَبيبَتي ! . هكذا بتأفف لمْ يظهر عَلى مَلامِحي أجبت . - سأكفّ عنِ تقديم المحبّة لأمّكَ إذن , يَبْدُو أنّ رَحمَها تَعيس الحظّ خِلاف مَا كُنتُ أحسِبْ . و أرْدَفَت لَمْزتها بغَمزة ! . زوجتي بطبيعَتِها صاحبَةُ حِدْسٍ قويّ , نادراً ما يُخطئ و لا أعرف إن كانَ مِن حُسنِ الحظّ أم قرفهِ أن تكونَ إحدى المرّات النادِرة التي لم يَصْدِق حدسها فيها هِي المرّة التي خصَّت انطباعها عنِّي . أن تكون على علمٍ قوي بأنّ الشخص الذي يُشاركك الدم و الوقت و المنزل سيءٌ و معتوه , لا يعنِ أنّكَ قد عرفتهُ بالكمال و التمام ! . قدْ نعرف الكثيرَ مِن الأشياء عن شُركاءنا , لكنّ المُستتر مِنهُم خلفَ الغيبِ عنّا يظلّ باقياً في قبْوهِ لشُعورهِ بالعار , إنّهُ حينَ يَظهر أو يَنكَشِف .. لا يكُونُ هذا بإرادَتِه , بلْ هيَ مَشيئة القدَر و مُباغتةَ الوقت و لؤم النّور مع عبْدهِ الظّلام . بعد انفصال زوجتي عني عرفتُ أنا أيضاً أشياءَ مهمّة كانَتْ مختبئة خوفاً مِنها , مثلاً عرفتُ أنّ الملَل مِن الصّدق الكاذب كانَ القاسم المشترك الوحيد بيني و بينها لكلّ ما هوَ مُجامِلٌ بنزق , و الأهمّ لكلّ ما هوَ مُمْتعٌ بصمْت . شيء آخر كنتُ أرددهُ عن معرفةٍ وثيقة بنتائجِ الفتور بيني و بين زوجتي و هو أنّها طوال علاقتنا قدّمَت لي فائدةً مجانية بادّعاءِ عدم الاكتراث بي .. كزوج .. كشريك بيتٍ واحد , و حتى كإنسان .. وقعتُ مرّة عَلى عبارة حِبرُهَا طازج فِي دَفتر مُذكّراتها .. الصّفحة ما قبلَ الأخِيرة تحْدِيداً , العِبَارةُ تقول , أو عَفواً .. زوْجَتي كانَتْ تقولُ فِي العِبارة ! : " الإنسانُ أحياناً حيوان , مثل هذا الخنزير المتكوّم كقرنبيطةٍ مُدوّدة في ركنَ البَيْت " . بعد عاميْن مِن كلّ شيءٍ يتعلّق بطيّبةِ الذّكر , أحيطكُم اصدقائي أنّ بِركَة السائلٍ الكريه قد جفّت و ردَمَها طين الحديقة المغسول بالمطَر الذي داهمَ الأرض قوياً قبل أيامٍ فقط . و لأول مرة خلال السّنَتَيْن. كمَا أنّ نميمَةً تكاثرَت في رأسي كهوايةُ السيّد " ق " , هذا السيّد لا يكفّ أبداً عن تهجيرِ سلالاتهِ القمليّة مِن رؤوسِ المَوتَى الذينَ سكَنَت أجسادهم خارج سياقِ الحياة , بينما أرواحهم لا زالتْ تُكابدُ نفسَيْنٍ مِن حشيشٍ صافِ يُنسيهم ما تبرّأَ مِنهُم فضولاً في الاجتماعِ بناكرٍ و نكير ! . مهنتي في وزارة شحن النفوس و قطع الرؤوس انتهت , أو لأكُن صادقاً أكثر و أقول أنّني طردْتُ مِنها , و السبب هوَ مضاعفات النميمة التي أصابتني بوابلٍ من نومٍ يهرشُ حواسّيَ الخمس كلّما تذكّرتُ طليقتي و حيويّة الغثيان الذي كان يملأ حياتنا و نكابر عليه . يقول صديقي الضفدَع أنّ هذهِ توبَة , أو بمصطلحٍ مبلل يرطّب كلامنا : هذا اغتسال . و أسديهِ جَواباً على هَيئةِ شالٍ يلفّ عنقَ طفلٍ برئ متحمّسٌ لذوبانِ الثّلج بَعدَ نهايةِ فصل البَرد : - الآن .. تبدُو لي الحَيَاةُ مألوفةٌ أكثر .. لكنّها كانَت مَألوفة قبلَ هذا أيضاً , إلاّ أنّ رأسي لم يُشفَ مِن الأفكارِ السّامة كقملٍ أحْمَرْ سوى الآن . دقيقة صمت بيني .. أنا الخنزير الذي استحمّ قريباً , و بين صديقيَ النّقناق .. و أُكمِل : - أينَنِي مِن صوت الطّبيعَة في الثلاثين التي راحَت ؟ . - الضّفدع : غير مُهمّ , المهمُّ أنّ فمَكَ عادَ إلى شكلِ الطّبيعَة فيه . |
21-12-07, 04:32 AM | #2 |
( تاجر )
|
الله يعطيك الف عافية |
21-12-07, 10:29 PM | #3 |
كبار الشخصيات
|
تسلم أخوي مشاكس ... |
23-12-07, 11:55 AM | #4 |
من كبار الشخصيات
|
يعطيك ربي الف عافيه مشاكس بانتظار جديدك |
08-01-08, 09:58 PM | #5 |
مراقب منتديات في آي بي العامة
|
مشكورين على الموررر |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|