|
![]() |
#1 |
من كبار الشخصيات
|
![]() (2) كان البرد قارسا وكانت العائلة مجتمعة حول موقد الفحم الذي ناره لم تزل مشتعلة منذ الغروب بينما كان سامي متجمعا حول نفسه وملتفا ببطانية مهترئة يرتعش ، نظرت إليه الجدة مطولا ثم أرادت أن تقول له شيئا لولا أن انتابتها نوبة سعال طويلة وما أن هدأت نوبة السعال حتى قال أبو سامي : لا بد أنك أصبت ببرد ، عمتي أدخلي للكوخ ، أشارت له بيدها الهزيلة أن لا تكترث بي . أبو سامي : أم سامي ، اصنعي كوب زنجبيل لأمك . الجدة : أنا بخير ، لا تقلق علي ، لكن ربما أراد سامي كوب الزنجبيل ، أتريد الزنجبيل يا ولد . هز سامي رأسه وهو مازال على حالته قبل برهة . الجدة : مالك لا تتكلم يا ولد ؟ سامي بصوت مرتجف : بردان جدتي . الجدة : أنت صغير وتقول ذلك فماذا تقول عجوز هزيلة مثلي ؟ سامي : تقول بردانة . ضحكت الجدة واختلطت ضحكاتها بسعالها ثم قالت : تعال أدنو مني يا بني سأدفئك . دنا سامي من الجدة وأندس في حضنها متكورا على نفسه . الجدة : هاه كيف تشعر الآن ؟ سامي : الآن أفضل ، جدتي هل كنت تشعرين بالبرد مثلنا وأنت صغيرة ؟ الجدة : نعم كنت أشعر به قارس جدا لأننا يا بني قد لا نجد نارا تدفئنا . سامي : ولماذا ، أما كان لديكم شجر تقطعون خشبها فتشعلونها فتدفئكم . الجدة : كانت الأشجار قليلة وحتى هذه القليلة تقطع ويذهب بها الحطابون للسوق ليبيعوها . سامي : ولماذا لا تشترونها منهم ؟ الجدة : لأننا لم نكن نملك المال ، فقد كنا فقراء جدا . سامي : لكننا الآن لدينا مال أليس كذلك يا أبي ؟ الأب : نعم لدينا الكثير . سامي : جدتي لا تخافي بعد الآن من البرد . الجدة : أخاف وأنت معي وأبوك لديه مال لا لن أخاف بعد الآن . جاءت أم سامي ومدت كوب الزنجبيل للجدة قائلة : تفضلي يا أمي ، الزنجبيل . تناولت العجوز الكوب وقالت هو لابني خذه يا سامي . سامي : هل به حليب ؟ الأم : لا يوجد لدينا حليب . سامي : لا أريده اشربيه أنت جدتي . الجدة : سنتقاسمه إذا ، اتفقنا . سامي : لا أحبه بدون حليب . الجدة : كفاك دلالا يا ولد ، ولا تغضب جدتك ؟ سامي : لا أريد إغضابك ، أبي قال لي ذات مرة إذا أغضبت جدتك يغضب الله . الجدة : إذا لن أغضب شرط أن تقاسمني إياه ، اتفقنا ؟ سامي : اتفقنا . الأم : أبو سامي متى تريدنا أن نذهب لزيارة بيت أبو صابر . الأب : غدا صباحا ، إن شئت ، كان الله في عونهم . الأم : الله يصبرها ، ويشفي ولدها صابر . سامي : ماذا به صابر ؟ الأم : مريض يا بني ، أدع له بالشفاء . الأب : سمعت أحد الأصدقاء يقول أن هذا المرض ليس له دواء حتى الآن . الجدة : الله الشافي . سامي : ما مرضه يا جدتي ؟ الجدة : حماك الله يا بني يقولون هو شلل . سامي : لم أسمع به من قبل ، أهو مثل الزكام ؟ الجدة : لا يا بني هو مرض ... وسكتت برهة ثم قالت : أرأيت الهر كيف يسير ؟ سامي : نعم على أربع . الجدة : إن صابر كمثل الهر يسير على أربع . سامي : لكنه قبل أسبوع كان يمشي مثلنا . الجدة : الآن لا يستطيع . سامي : لماذا ؟ الجدة : لأنه مريض بالشلل . سامي : لو وجدت الشلل سأضربه حتى يترك صابر . الجدة : قل يحمينا الله يا ولدي ، وادع الله أن يشفي صابر . سامي : أنا أحب صابر ، وسوف أدعي الله أن يشفيه . الجدة : أتحبه أكثر منا ؟ سامي : لكن صابر يحبني ، أعطاني ثلاثة من ألعابه أنتم لم تعطوني ولا واحدة لكني أيضا أحبكم . الأب : بني نحن نحبك لكننا لا نملك مالا للألعاب . سامي : أما قلت قبل قليل لديك مال كثير ؟ أخفت الأم ابتسامة رضا لرد سامي بينما اكتفت العجوز بالسعال . فقال الأب : نعم لدينا مال يكفي فقط للحطب والطعام والملابس ، أما الألعاب فهي غالية لا نملك لها مالا . سامي : لا أريد ملابس أريد ألعاب ، عندي ملابس تكفي . الأب : حسنا حسنا ، سأشتري لك لعبة ، لقد هزمتني . سامي : جدتي أحكي لي قصة . الجدة : أنا تعبة ، سأقصها لك غدا . سامي : جدتي أرجوك . الجدة : سوف ينتابني السعال ولن أستطيع الحديث كثيرا . سامي : إذا جاءك السعال سأضربه ليدعك وشأنك . الجدة : حسنا أيها الشجاع ، ولكن لا تقل أنك خائف إذا حكيت قصة الغول . سامي : لا أريد قصة الغول ، أحكي لي غيرها ، لا تخوفيني . الجدة : أتخاف من الغول ونحن معك . سامي : قال أحمد ابن الجيران أن الغول لا يراه إلا الصغار فقط ، أما الكبار فهم لا يرونه . الجدة : هذا غير صحيح ، فالغول ليس موجودا أصلا ، فلا يراه الصغير ولا الكبير . سامي : لكن أحمد رآه . الجدة : الأبناء العاقلين مثلك لا يرونه ، فقط يراه الأشقياء فهل أنت شقي ؟ سامي : لا أنا عاقل ، لكن أحمد هو مدلل وشقي . الجدة : لا يا بني لا تحكم على الناس بهذا الشكل ، فتقول كلاما قبيحا ، الأطفال العاقلين لا يشتمون الناس . سامي : أنا ما شتمته ، أمه قالت عنه مدلل وشقي . الجدة : فلتقل عن ابنها ما تشاء ، أما نحن فنقول الله يهديه ، وإذا شتمنا شخص ما .. فماذا نقول ؟ سامي : الله يسامحك . الجدة : أنت الآن ابني العاقل . سامي : أرجوك جدتي قصي لي حكاية ؟ الجدة بعد أن سعلت قليلا : حاضر حبيبي . وشرعت تقص له حكاية لم تكن فيها غول حتى نام على حجرها . |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية بنات الرياض الصورة الكاملة .. رواية سعودية جديدة!!! | أشواك الورد | المنتدى العام | 4 | 12-04-09 06:58 PM |