هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في في آي بي للبيع والشراء : بيع , شراء , سيارات , ارقام مميزه , لوحات مميزه , رقم مميز , جوال . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-06-09, 06:46 PM   #1
الزعيم سام6

مراقب منتديات في آي بي العامة

 

قرأت عبير عن الحب كثيرا ، كانت تعيش الحب من خلال الروايات التي تقرأها و الأفلام الرومنسية التي تحضرها ، تتقمص شخصية البطلة في الفيلم و في الرواية ، تبني لها بطلا من محض خيالها تعيش معه لحظات الحب و مشاعر المحبين .
كم كانت تتمنى أن يتحول هذا الخيال إلى حقيقة

كم كانت تتمنى أن تقابل فارس أحلامها على أرض الواقع و ليس على أرض الأحلام


حتى جاء هذا اليوم ...
كانت عائدة من مدرستها إلى منزلها برفقة صديقتها غادة ، كما جرت العادة ، حتى توقفت سيارة أمامها و خرج منها شاب وسيم أنيق و جذاب ، سلم عيهما و اقترب من صديقتها بطريقة مرحة وإبتساماته و ضحكاته لا تنطفئ .
شعرت أن هذه الضحكات تداعب قلبها و تتسلل إلى روحها ، حتى عرّفتها صديقتها عليه بعد أن شاركت أخاها دوامة ضحكاته و نسيت أنا صديقتها تقف بجوارها .
إذن هو أخوها !!
كم كانت فرحة بهذه القرابة ، لقد كانت تخشى أن يكون حبيبها ، كانت وقتها ستشعر ببعض الحزن تتسلل إلى روحها .
جذب أخته لتركب السيارة ولم يهتم بشأن صديقتها ، حتى أمسكت غادة بيد عبير و أصرت أن تركب معها ، أوصلها الشاب إلى منزلها ثم انطلق بعيدا .


ومنذ ذلك اليوم أصبح ( عصام ) هو بطل أحلامها وفارسها ، لم تعد بحاجة إلى قراءة الروايات و مشاهدة الأفلام ، إنها بحاجة فقط لرؤيته .
وطّدت علاقتها مع صديقتها غادة حتى أصبحت تزورها بالبيت ، وتجلس مع العائلة ، وتجتمع مع عصام ، بدأ عصام يشعر باهتمامها به و وبإختلاس نظراتها إليه .
أما عصام فشأنه شأن كل شاب حاول أن يتقرب منها بعدما لاحظ إهتمامها به و بدأ يلاطفها بحديثه ، حتى بدأ بعد مدة من الزمن يعجب بها و بشخصيتها بعد أن عرفها


توطدت العلاقة بينهم و جمعهما حبا عفيفا طاهرا ، لقد أحبها عصام و لهاذا كان حريصا على الحفاظ على طهارة هذه العلاقة ، لم يحاول أن يدنسها ويلوثها بتصرفاته ، كانت تعلم مدى حبه لها ، وكانت تبادله هذا الحب ، لكنها كانت تحتفظ فيه لنفسها ، كانت تبادله الحب من خلال أحلامها ، وتعبر عن سعادتها و فرحتها بهذا الحب فقط في حلمها ، كانت دوما تتخيل أنه يغرقها بنظراته المليئة بالحب ، وكيف أنها تشعر بدفء أنامله، تحلم أنه ينتظرها كل يوم أمام باب المدرسة يحمل بين يديه وردة حمراء يشمها و يضمها ، تحلم أنه يغني لها دائما ، كان صوته عذبا جميلا أقرب للهمس ، يحمل من المشاعر ما يجعلها تبتعد عن هذه الأرض لتحلق في الفضاء .
كان و ما زال حلما .


فاجأها أحد الأيام حين كانت في زيارة لهم ، كيف استغل فرصة الخلوة التي جمعت بينهما و قام من مكانه وجلس إلى جانبها ليخرج وردة كان قد خبأها خلف ظهره دون أن تلاحظ .
قدم لها الوردة وهو يتأملها بنظراته ، كانت عيناه تنطقان حبا ، أخذت عبير منه الوردة و ابتسمت له و شعرت ببعض الحرج من نظراته
لماذا ؟
هذا ما كانت تحلم به
هذا هو الحلم الذي كنت أتمنى أن أعيشه على أرض الواقع ، لكني لا أشعر بنفس السعادة التي شعرت بها و أنا أعيش هذه التفاصيل في الحلم ، كنت من خلال حلمي أشعر بسعادة أكبر من أن يتحملها قلبي الصغير وأنا أرى نظرات الحب في عينيه ، أما الآن فأنا أشعر بالحرج ، أشعر بالضيق من نظراته التي تخترق تفاصيل وجهي ، كم أتمنى أن يرفع عيناه عني .
تنفست الصعداء حين دخلت صديقتها غادة الغرفة كي تنقذها من هذا الموقف .


توالت الأيام والحب يملأ عصام ، وعبير تزداد له حبا لكن من خلال أحلامها ، كانت تحبه أكثر في حلمها .
بدأت تعيش صراع كان يزداد يوما بعد يوم وهي تقارن سعادتها التي تعيشها من خلال حلمها مع سعادتها الواقعية التي كانت لا ترضيها ولا تشعر إلا بالقليل منها .


كانت من خلال حلمها تبدو أكثر مرحا و أكثر نشاطا و حيوية ، تقفز و تركض و تطير و تتعالى ضحكاتها ، لا تنضب ولا تتوقف وهي تعيش سعادة الحب مع عصام .
أما حين تقابل عصام تجد نفسها أكثر هدوءا و أكثر إتزانا .
أين الجنون الذي كانت تعيشه مع عصام في حلمها ؟
لماذا تشعر حين تقابله على أرض الواقع بقيد يقيد جنونها ؟
لماذا لا تستطيع أن تعيش سعادة الحب و جنونه على أرض الواقع ؟
لماذا لا أقفز الآن ؟ لماذا لا أطير ؟ لماذا لا أصرخ معلنة حالة الجنون ؟
لكن قيدها كان أشد من أن تحرر منه


بدأت هذه المقارنات و الفروقات تزعجها و تنغص عليها سعادتها ، وازداد الصراع داخلها .
أما عصام فكان يحبها كما هي ، كان يحب هدوءها و إتزانها و عقلها الواعي و فكرها المتقدم ، كان يحب عبير اللطيفة الناعمة الخجولة .
أما هي فلم تكن تحب عبير التي يراها عصام ، كانت تحب عبير التي في الحلم ، لم تكن تشعر بالرضا عن نفسها ، وبدأت ثقتها بنفسها تهتز ، إنها تريد عبير التي بالحلم ، وعصام يريد عبير التي يعرفها .
فأي عبير يجب أن تختار ؟
هل ترضي نفسها أم ترضي عصام ؟
لكن لما لا ترضي الإثنين ؟
لكن كيف وهي لا تحب عبير بشخصيتها الحقيقية ؟
ربما لو رآني عصام بالحلم لأحبني أكثر ، لكني أجد نفسي غير قادرة على تقمص شخصيتي التي أعيشها بالحلم ، أشعر بتصنع و تكلف يتعبني حين أصطنع الحيوية و السعادة الجنونية .
ماذا أفعل ؟
كيف أنهي هذا الصراع الذي أقلق ليلي ؟
هل أتخلص من أحلامي حتى أنهي هذا الصراع ؟
لكن لماذا أنهيها و أتخلص منها إن كانت هذه الأحلام هي مصدر سعادتي ؟
أيها أهم سعادتي أم إرضاء عصام ؟
هل أنهي علاقتي بعصام حتى أعود و أعيش سعادة أحلامي ؟
حاولت أن أجمع بينهما لكنني لم أستطع ، كانت الفروقات مزعجة حتى باتت تنغص علي أحلامي و تنغص علي حياتي
لكن إن كنت يجب أن أختار فمن سأختار ؟
هل أختار سعادتي التي أعيشها في أحلامي ؟
أم أختار عصام ؟
نعم ، سأختار سعادتي و سأصنع عصام في أحلامي .





  رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة





جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
موقع في آي بي للبيع والشراء

للبيع والشراء