عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-07, 02:20 AM   #8
فتى الرياض

من كبار الشخصيات
افتراضي

 

(7)
كانت الغرفة شبه مظلمة إلا من نور خفيف قادم من النافذة الصغيرة والوحيدة حينما كان سامي ملقيا على سرير بملاءة بيضاء تفوح منها رائحة معقم الجروح بدا أنه مرتبك بعض الشيء حينما رمقته طبيبة مصرية بنظرة تعاطف وحنان ثم أردفت : أنت فتى قوي وجميل ، أليس كذلك ؟
هز الطفل رأسه بالإيجاب ولم ينبس بكلمة ، أردفت الطبيبة : خائف ؟
هز رأسه بالإيجاب ، فقالت : أنت رجل والرجل لا يخاف .
ثم تركته بعدما طبعت قبلة على خده ، وعادت مرة أخرى تجر عربة بها جهاز وأسلاك كثيرة تناولت من العربة أنبوب عصار فعصرت على أجزاء من ساقيه من الأنبوب قالت : أتشعر بشيء ؟
هز رأسه بالنفي .
قالت وقد بدت أنها تداعبه بابتسامتها : لم أسمع صوتك بعد ، أتتكلم أم أنت أبكم ؟
قال : لا لست أبكم .
قالت : نعم هكذا أسمعني صوتك الجميل ، ما اسمك ؟
قال وفي نبرته ارتعاب : سامي .
قالت : سامي من ؟
قال : أنا سامي !
وهي تركب الأسلاك على ساقية قالت : يعني ؟ سامي فقط أما لديك أهل تنسب إليهم .
قال : بلا لدي .
قالت : من هم .
قال : حمود ووهيبة .
قالت : آهاه إذا أنت سامي بن حمود وهيبة .
كان أبا سامي وجده وعمه قادمين من الردهة حينما سمعوا هذا الحوار قال العم ضاحكا أنت سامي بن حمود وهيبة .
قال سامي : نعم .
الأب : لا تذكر الناس أسماء أمهاتها مع أسماءها ما هذا يا سامي لقد جئت شيئا فريا .
قال سامي : الطبيبة قالت ذلك .
ويبدوا أن الطبيبة أدارت مفتاح جهاز الكهرباء الذي يطلق ذبذبات كهربائية وموصول بأسلاك ألصقت في أنحاء من ساقي سامي الذي أنتبه فقال : بابا أشعر بالنمل يمشي على ساقي .
قالت الطبيبة موجهة الكلام لأبو سامي : هذا طيب ، العصب مازال حي ولكنه ضعيف يحتاج لتنبيه وعدة جلسات حتى يستعيد عافيته .
الجد : بشرك الله بالخير ، يا ابنتي .





  رد مع اقتباس