![]() |
تعلم يا محمد كيف............
كانت عقارب الساعة تشير الى الثامنة مساء فى ليلة الجمعة صباح السبت و غدا اجازة نهاية الاسبوع هذه الليلة تعتبر ليلة عيد فرح و هرج و مرج لانه لا يوجد عمل باكر لان العمل هنا قاسى جدا كنت اعمل من الساعة 8 صباحا حتى الثامنة مساء لمدة 5 ايام فى الاسبوع يعنى اشغال شاقة لا مجال لاى عواطف و لا مجال حتى للمرض عندى هذا ما تعودوا عليه و تعودت انا عليه معهم فى البداية كان شىء صعب عليا لكن مع مرور الزمن اصبح كل شىء يسير و لكن بالرغم من العمل 12 ساعة يوميا او مايزيد فى بعض الاحيان لكن صدقونى كان فى منتهى المتعة و السلاسة و كان كل شىء متوفر من مطعم و عصائر و حمامات للسباحة و غيرها يعنى ممكن نصف ساعة اخطف رجلى و اذهب لاخذ حمام ساخن او بارد حتى استرجع نشاطى و كل شىء متوفر فى داخل العمل يعنى كانك فى بيتك لذلك لا تحس باى اجهاد و لا كلل و لا ملل و العمل منظم جدا و كلا يعرف الذى عليه و يعمله و اهم شىء كل الامكانيات متوفرة و الخبرات ايضا لا يتركك احد اذا سالتهم اى سؤال رحبوا به بابتسامة و ناقشوا كل شىء فى هدوء و بدون احراج و لا غيره هم يقدسون العمل و يحبونه جدا الاهم من كل ذلك لا تشعر انك تعمل لان العمل تسالى و سلس جدا..لذلك تاقلمت بسرعة مهم و اصبحت فردا منهم......
ليلة الجمعة من كل اسبوع كان عندهم عادة حلوة هى العزومات و اللعب و اللهو حتى ساعات الصباح الاولى كلا على شاكلته ماعدا الذين عندهم عمل ليلى يسمونه نيت شيفت لا اطول عليكم فى هذا اليوم الاستاذ المشرف عليا قام بعزومتى فى مطعم فخم جدا و لم لا يعرف هذا الشعب نقول انه ياكل باستمتاع اى اهم وجبة عندهم او الوجبة الاساسية العشاء و يبدا العشاء كل يوم الساعة الثامنة مساء و يستمر حتى الساعة 10 او 11 مساء هذا فى الايام العادية اما فى اجازة نهاية الاسبوع فيمكن يستمر حتى الثانية و بعدها يعنى عشاء مع سمر لانه هى المتعة الوحيدة عندهم اثناء العمل و يجتمع كل شمل الاسرة على موائد العشاء.... ذهبت مع الاستاذ الى المطعم و فوجئت بزوجته حاجزة لنا الطاولة التى المفترض نحن فيها و كان الكل عبارة عن اسماك كثيرة جدا لان البلد هنا تشتهر بالاسماك و لانها جزيرة وسط المحيط الهادى و كانت على المائدة انواع عديدة من الاسماك الشهية و الكابوريا و الجمبيرى و كل اعشاب البحر و كانت عبارة عن انواع كثيرة حتى السلطة الخضراء كانت بالتونة و كنت انا و لله الحمد افضل اكل الاسماك و كل ما يجود به البحر لان كنت اخاف كثيرا من لحوم و شحوم الخنازير لانه لاسف اللحم المفضل عندهم الخنزير و شحومه و شحوم الخنازير موجودة فى اغلب الاكل و الحلويات هذه عاداتهم و يحبون هذا اللحوم المحرمة و يلتهموناها بالنسبة لى انه حرام و اتقاءنا للشبهات و البعد عن كل ما يغضب الله كان جل اكلى اسماك و كل الماكولات البحرية و الطيور فقط لا غير و لا اكل اى حلوى و لا غيرها الا اذا سالت و قرات فى محتوياتها ... المهم كان عشاء فاخر و كان الطبق الاساسى هو طبق كبير جدا من السوشيى المشهورة به هذه البلد و لمن لا يعرف هذا الطبق نقول له عبارة عن نوع معين من الارز المطبوخ و الكافيار و لحم التونة الرقيق الابيض و الاحمر مع السوس الحار شىء رائع رائع مع العصائر الطازجة من البرتقال و غيرها كانت بحقة اكلة دسمة جدا و صحية جدا و تمتعت بها مع الحكايات الجميلة التى دارت بينى و بين الاستاذ و زوجته فعلا كان حديث شيق و جميل و لا اخفيكم سرا شرحت لهم كثيرا عن بلدى و عن عاداتنا و حاولت اصحح كثيرا من المفاهيم الخطأ عندهم عن الاسلام و العرب و الحمد لله وفقنى الله تعالى معهم............. بعد العشاء حدث شىء رهيب جاء الحساب فقام الاستاذ بدفع حسابه و انا معه يعنى دفع للكاشير اثنين فقط قلت له نحن ثلاثة لماذا لا تدفع للمدام و قمت انا و قلت له خطبة عصماء المراءة نصف المجتمع و ما الى هناك من كلمات كبيرة و لماذا لا تدفع لها و اخذنى الحماس الشديد و انقلبت الى عربى كبير و كريم و دار الدم الساخن فى عروقى و قلت له لا يصح ان تدفع لى و لك و لا تدفع للمدام فتركنى الاستاذ اخطب و اتكلم و احمر وجهى جدا و هذا ليس شهامة و العربى عندنا يفعل للمراءة كل شىء و يدفع لى و الاستاذ صامت لا يتكلم فى النهاية قال لى خلاص ادفع انت بينى و بنكم قمت بدفع المبلغ اذا به يتجاوز اكثر من 150 دولار هذا رقم كبير جدا فدفعته فى منتهى البساطة و الكسوف و كان كل الذى معى من النقود حوالى 400 دولار فقط لا غير و لم اخذ اى راتب لانى كنت قادم للتو و الراتب بعد شهر يعنى المفترض ان اصرف 400 دولار اكل فى الشهر حتى ياتى الراتب طبعا اصبحت فى ورطة و ازمة شدية و انا لسانى 10 ايام فى هذا البلد و لا اعرف اى شىء هنا و لا اعرف احد هنا بعد عدة ايام حس الاستاذ ان كل فلوسى انتهت فقال لى يا عمدة هذا درس قاس لك حبيت اعطيه لك حتى لا تتدخل و تخطب و تفتى فى اشياء فى بلد اخر و انت لا تعلم عادات البلد القادم اليه لانك قادم منذ فترة قليلة و الاهم من كل شىء لا تحكم على اى شىء فى اى مكان لان كل شعب له عاداته و تقاليده الذى يجب ان تعرفها الاول و تتعامل معها و لا تتسرع فى حكمك على اى شىء و عندنا هنا كل انسان مسئول عن نفسه حتى الزوجة و الاولاد عند بلوغهم سن الرشد........... اخوانى اريد ان اسمع تعليقاتكم على هذه القصة و هل نحن العرب كرماء مع المراءة اكثر من الازم ام عاطفين جدا..........ام هم بلداء و لا يحسون و ليس عندهم اى قيم و لا مبادىء و قلوبهم قاسية.................لو كنت مكانى ماذا كنت ستفعل لو حدث لك مثل هذا................. |
الله يعطيك العافيه |
مشكووووووووور على المرووووووور
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
موقع في آي بي للبيع والشراء